- اليوم كا الامس ، وبالامس كقبله ، الكثير ممن نحاول ان نخرجهم مماهم فيه ، الا ان استوقفني احدهم الا وهو عبدالرحمن نعم كان هذا اسمه ..
دكتورة شهد : اهلاً عبدالرحمن ، سُعدت بوجودك ، أتمنى ان لانكون إلا صديقين..
عبدالرحمن : هل انتِ طبيبتي الجديدة؟ هل تستطيعين مساعدتي؟
لا أظن ذلك ..لكان من قبلك كثير ، انا اريد الموت الآن ..
- هل تستطيعين ان تعطيني جرعةً ، ارحل عن هذا العالم البائس ..
دكتورة شهد : ماهذا الكلام المحبط ..!!
أتمنى ان لا أكون مثل البقية ، ولكن سأحرص تماماً ان اجعلك على مايرام ..
- ثق بي ، سأكون معك ..
- انتِ لاتستطيعين ، لااريد التحدث معكِ..
- عبدالرحمن ، انا على يقين بأني سأبذل قصارى جهدي ، ولكن ساعدني كيف اخرجك من هذه العتمة ..!
- جميعكم متشابهون ، لاتجيدون سوا الكلام فقط ، ايضاً انتِ كذلك ، لن تستطيعين مساعدتي ..
- اذاً ، اعطني فرصة، إن لم اعجبك لاتتحدث معي ، مارأيك ؟
- آخخ ، لقد تعبت كثيراً من المضي بهذا الحديث ، أشعر بأن المشكلة حدثت الآن ، سأخبرك وسأرى ماذا ستفعلين ؟
.. ابتسامة باهتة ..
- اعتقدت دوماً أن الصداقة لاتوازي شيئاً آخر ..
- ولاتقارن ..
- وإنها أجمل من الحب بكثير ، اخبرك هذا الكلام وأنا قلبي مفطور من موقف حدث مع صديقي ..
- صديقي الذي كنت اعتقد ان حياتي الجميله امضيها برفقته ..
- ذلك الصديق الذي يفتخر بصحبتي حينما أكون معه ، كان يطعنني من الخلف وانا لست معه ، ويسخر مني بأبشع الكلمات ..
- ظننتُ انه مجبراً على رفقتي لكن تأكدتُ تماماً انه لم يكن يبادلني المحبه والصحبه
- ظننتُ انني عدواً قد قتلتُ احداً من اهله .
- اتعلمين ، في احدى الأيام نسيتُ مفاتيحي اثناء خروجي من الاستراحة ، وعندما همِمتُ بالدخول ، اذ به يسخر مني ويرجمني بكلمات لم اعهدها منه ، المؤلم انني لا ارضى احداً ان يتكلم عنه ..
- بل انني كنت مستعداً اقاطع الجميع من اجله ..
- الجميع كان يعلم صدق محبتي له ، اخخ وماادراك من محبة ، جعلني لاشي امامهم جميعاً .
- حقاً، هذا شيء لايغتفر ، بل عمل دنيء منه ، وانت تستحق افضل منه .
- ايضاً ياعبدالرحمن لاترفع سقف توقعاتك بأحد .
- كنت انوي قتله ، لكنه افلت مني .
- لا ياعبدالرحمن ، ماهذا الكلام؟
- انت رجل محترم ، لماذا تفكر بهذا التفكير ، اتعلم ماذا سيطلق عليك؟
- سيطلق عليك بمجرم ، بقاتل ؟
- هل تريد ان ينادونك بالقاتل عبدالرحمن؟
- اتعلم ياعبدالرحمن ، شعور الألم جداً مؤذي ، وسأكون صديقتك وافضل منه ، لانني على علم بشعورك الحقيقي بعد هذا الموقف ..
- فسأكون لك افضل صديقه على الاطلاق ، ولن أكون مثل هذا المنافق؟
- هل فعلاً ستكونين افضل منه ..
- بل اكثر من ذلك ، فقط ثق بي ..
- جيد ، احتاج ان آغادر ..
- هل تسمح لي بسؤال ياعبدالرحمن ؟
- وماذا بعد؟
- مع من أتيت ..
- لا اعلم ، كلكم مجانين .
- الى اللقاء ، ياعبدالرحمن سنلتقي مجدداً .
•• صباح جديد ..
- القهوة لذيذة اليوم هذا الصباح ☕️
- أمم الساعة اقتربت الى التاسعه لقد تأخر كثيراً ..
- تذكرت ! سوف أرى ملفه ..
- غريب ! لايوجد أي تقرير ؟ هل هو مريضٌ جديد؟
- سأكتشف ذلك لاحقاً ..
- صباح الخير ، هل ادخل ..
- اهلاً اهلاً عبدالرحمن ، صباح النور .
- كيف كان يومك ؟
- هل تعتقدين بأن يومي على مايرام
- لا اعلم ذلك ..
- ولكن اخبرني انت ؟
- اريد ان اسمع منك ذلك ؟
- هل تعتقدين بإنكِ تستطيعين مساعدتي؟
- نعم ، ألم نكن أصدقاء بالأمس ؟
- سأخبرك بشرط ؟
- موافقة .
- لكن ماهو هذا الشرط ؟
- ألا تخبري صديقي يزيد بما اخبرك به ؟
- حسناً ، هيّا أسمعك ؟
- يزيد يثق بحبيبته كثيراً ، فعلمت بأن احدى صديقاتها المقربه لها
- تتحدث عنها بشكل مريب ..
- ولما بشكل مريب ؟
- هل تصدقين بأنها تتكلم عن حياتها الشخصيه امام الجميع ..
- تحدث اليها لكن لم تنصت لي ، بل أخبرت صديقي اما ان يتركني او تتركه
- فساوم هو على تركي بدلٍ منها
- فقطع صلتهُ بي من كل مكان ..
- شيءٌ مؤسف .
- هل حاولت التحدث على يزيد ؟ الم تخبره سبب كلامك عن صديقة حبيبته ؟
- رفض .
- بل اكتفى بقوله بأنه لم يعد يريدني كصديق .
- لاتحزن ، سيعلم لاحقاً ان مااخبرتهم به صحيح ..
- وستقع صديقتها بأشرّ اعمالها ..
- واذا وقعت هل سيعود صديقي ؟
- بإذن الله
- انا احب رفقته كثيراً ، هو اخ لم تنجبه امي .
- نعم ، لاتقلق ستعود المياة لمجاريها 🤝
- يبتسم ..
- اشعر بالراحة الآن، سأغادر .
- لكنني لم اسألك اليوم ..
- ماذا ؟
- هل انت متزوج ؟
- لدي شعور انني متزوج ولدي ابناء
- اذاً لماذا لايأتون معك؟
- لااعلم ، ربما المرة القادمة ..
- عبدالرحمن ..
- انتظر...
- حسناً 😕.
•• صباح اخر متجدد ..
- اليوم جدولي غير مزدحم جميل ..
- عبدالرحمن ؟ مالذي اتى بك ؟
- كيف علمتي عن اسمي؟
- من اخبرك !!
- اهدأ ياعبدالرحمن ، انا صديقتك ..
- الا تتذكرني ؟
- هل تستطيعين مساعدتي ؟
- نعم نعم بكل تأكيد
- لا اعتقد ..
- جميعكم تقولون لي هكذا !
- يالكم من مجانين .
- اتعلم انني احب ان استمع اليك ، هيا اخبرني ..
- انظري خلفك
- انه مرةٌ أخرى خلف تلك الشجرة
- ماذا؟
- ياالهي انا لا أرى شيئاً ياعبدالرحمن !!
- (ماذا يدور في راسه؟) 💡
- لاتسخر من صديقتك ياعبدالرحمن
- لايوجد شيء مماتقوله !
- يالكم من مجانين ، سأرحل ..
- انتظر ...
- سألحق به هذه المرة ..
- سأرى الى اين هو ذاهب !!
- من هذا ياترى ؟
- المعذرة منك ، هل تعرفه ؟
- نعم انه ابي
- انا طبيبته ، هل اتحدث اليك قليلاً ؟
- اهلاًبكِ ، تفضلي
- حدثني عن والدك ..
- منذُ عشرة سنين ، أتت لابي أول جلطة..
- فأثر ذلك على بصرة ، فأحدى عينيه يرى بجزءٍ منه ..
- فذهب به الى الكثير من الأطباء ، دون فائدة ..
- وبعد مرور عام كامل ، ماتت اختي 💔😞
- فأصبح أبي لايفرق بين الحزن و الفرح
- لقد تذكرت والدتي ، كان يحصل معها ذلك ، بعد الخطأ الطبي ..
- فحينما توفي والدي ، الكل يبكي اما هي فكانت تضحك وتغني ولم تعلم مالذي يحصل بنا ، بل وتسأل لما هذا الحزن بكن..
- المعذرة منك ، اكمل
- بعد مدة ، في حفل اختي .. توفي جدي 💔
- ولم نحتفل ، فأثر ذلك ايضاً علي أبي ..
- فأصيب بجلطة ثالثة ..
- فأصبح يبكي ويضحك في آنٍ واحد .
- وماذا فعلت ؟
- اتصلت بالاسعاف كي يصطحبوه لاقرب مشفى ..
- فإذ بالطبيب يخبرني بأن بدأ يسيطرعليه
- والدك مثل والدتي يعاني من الشيخوخة المبكرة (الزهايمر)
- نعم أخبرني أنها الشيخوخة المبكرة (الزهايمر)
- لقد شاب رأسي من التفكير
- لاتقل ذلك ..
- أتذكر دائماً ذلك الرجل القوي ، الكريم ، الحكيم الذي لاينسى ..
- كان درعي وسندي
- كنت استمد قوتي منه ..
- اما الآن فأنا ضعيف من دونه ..
- هل يعلم من أنت ؟
- لايهمني إن كان يعلم ..
- المهم انني مُدركٌ تماماً انه ابي
- نعم هذا هو المهم ، اننا مُدركين تماماً من هم ♥️
- قد شدني كثيراً معاناتك مع أبيك ، فأنا مثلك تماماً مع أمي
- حينما أكون لوحدي ، أشتاق الحديث معها ، اشتاق لرؤية ابتسامتها ، طبطبتها علي حينما أكون في أسوأ حالاتي ..
- هذا ابي ، فشفى الله جميع من كان يعاني من هذا المرض 🤲🏻💞
- هذه امي ، فشفى الله جميع من كان يعاني من هذا المرض 🤲🏻💞.
الزهايمر مرض يغيب احبابنا عنا وهم معنا ، وتقتلنا نظراتهم الينا كالغرباء او التائهين ، يوجعنا حين نناديهم بأسمائهم حتى يجيبوننا ..
القصه تمت كتابتها مع صديقي عبدالرحمن بن حسين